غالبًا ما يُعرف الفلفل الحار بخصائصه الطفيفة في حرق الدهون وتعزيز عملية التمثيل الغذائي.
ومع ذلك، تشير الأبحاث الجديدة إلى أن استهلاك الفلفل الحار بشكل متكرر قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسمنة.
ويقترح الخبراء أن الأطباق غير الصحية التي يستخدم فيها الفلفل الحار في أغلب الأحيان، وليس الفلفل الحار نفسه، قد تساهم في زيادة الوزن.
الفلفل الحار هو فلفل حار ولذيذ يستخدم في العديد من المأكولات حول العالم. وهي تنتمي إلى جنس الفليفلة، الذي يشمل الفلفل الحلو، والهالابينو، والهابانيروس.
تسلط الأبحاث الضوء على الكابسيسين، المركب النشط بيولوجيًا الرئيسي في الفلفل الحار، لفوائده الصحية الواعدة، خاصة بالنسبة لصحة القلب والأوعية الدموية. تشير الأدلة إلى أن لديه القدرة على المساعدة في إدارة السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومع ذلك، فقد كشفت العديد من الدراسات الرصدية واسعة النطاق، بما في ذلك دراسة مقطعية شاملة أجريت في المناطق الريفية في الصين، عن وجود ارتباط كبير بين تكرار تناول الأطعمة الحارة والسمنة بشكل عام.
وهذا يثير السؤال: هل تناول الفلفل الحار يقلل أو يزيد من خطر السمنة؟
لاستكشاف ذلك، بحثت دراسة نشرت في مجلة Frontiers in Nutrition العلاقة بين تناول الفلفل الحار ومخاطر السمنة لدى الأمريكيين.
وعلى غرار الدراسات الرصدية الأخرى، وجدت الدراسة الجديدة أن الاستهلاك المتكرر للفلفل الحار يرتبط بارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) وخطر السمنة، خاصة عند الإناث والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
على الرغم من النتائج غير المتسقة حول دور الفلفل الحار في السمنة حتى الآن، يقدم الخبراء تفسيرات محتملة للنتائج المتضاربة.
العلاقة بين استهلاك الفلفل الحار ومخاطر السمنة
حللت هذه الدراسة بيانات من 6138 بالغًا أمريكيًا تتراوح أعمارهم بين 20 عامًا فما فوق من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية (NHANES) من عام 2003 إلى عام 2006.
استبعد الباحثون الأفراد الحوامل وأولئك الذين لديهم بيانات مفقودة أو غير موثوقة فيما يتعلق باستهلاك الفلفل الحار، ومؤشر كتلة الجسم، وإجمالي السعرات الحرارية.
أبلغ المشاركون عن العوامل الديموغرافية ونمط الحياة مثل العمر والجنس والتعليم ودخل الأسرة وحالة التدخين وتعاطي الكحول والنشاط البدني والظروف الصحية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
وكان ما يقرب من 51% من المشاركين من الإناث، وكان أكثر من 34% يعانون من السمنة بناءً على حالة مؤشر كتلة الجسم لديهم.
وباستخدام استبيان تكرار الطعام، قامت مسوحات NHANES بتقييم تكرار استهلاك الفلفل الحار خلال الـ 12 شهرًا الماضية.
وبناءً على إجاباتهم، قسم الباحثون المشاركين إلى ثلاث مجموعات:
عدم تناول الفلفل الحار: صفر مرة في الشهر (17%)
تناول الفلفل الحار من حين لآخر: أقل من مرة واحدة في الأسبوع (74%)
تناول الفلفل الحار بشكل متكرر: مرة واحدة على الأقل في الأسبوع (9٪)
قامت NHANES أيضًا بتقدير كمية العناصر الغذائية المعتادة للمشاركين من خلال جمع البيانات الغذائية على مدار يومين غير متتاليين على الأقل وحساب متوسط إجمالي السعرات الحرارية والبروتينات والكربوهيدرات والدهون والسكريات والألياف.
وبعد جمع البيانات من المسوحات، أجرى الباحثون سلسلة من التحليلات الإحصائية باتباع إرشادات مراكز السيطرة على الأمراض (CDC). كان هدفهم هو دراسة العلاقة بين استهلاك الفلفل الحار وانتشار السمنة بين عامة السكان البالغين في الولايات المتحدة.